الأستاذ حسن ساباز: نهاية العمل المسلح

يرحب الأستاذ حسن ساباز بإعلان PKK إنهاء العمل المسلح، كما يكشف تناقضات البيان وتجاهله لجرائم التنظيم والأيديولوجيا الكمالية، متسائلًا عن جدوى كل هذا العنف والدمار خلال السنوات الماضية.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
بعد مرحلة من الترقب والقلق، تحققت أخيرًا التوقعات بشأن إنهاء العمل المسلح وحلّ التنظيم.
فقد أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK) رسميًا نهاية مسيرته الطويلة والدامية من العنف، في بيان حمل بين سطوره إشارات تاريخية عن "الوحدة والمجتمع الديمقراطي"، وعكست توجهات زعيم التنظيم عبد الله أوجلان بوضوح، غير أن استخدام عبارات مثل "الرفاق"، و"الاشتراكية المجتمعية الديمقراطية"، ذات الصبغة الماركسية، قرأها كثيرون كعلامة على امتعاض بعض قيادات التنظيم من هذا المسار الجديد، ومحاولاتهم التمايز داخل البيان.
لكن البيان لم يخلُ من تساؤلات وتناقضات لافتة.
ففي الحديث عن بدايات الصراع وأسبابه، تم تسليط الضوء على ما بعد عام 1924 وانتقاد السياسات الإقصائية والاندماج القسري، هذا النقد يمثل تشخيصًا واقعيًا، ولكن من المثير للاستغراب ألا يُذكر ولو بكلمة واحدة الجذر الرئيس لكل تلك السياسات: وهو الأيديولوجيا الكمالية.
أليست محاولات تقويض الأخوّة التاريخية بين الشعوب وتدمير النسيج المشترك قد بدأت فعليًا مع سيطرة الكمالية الكاملة؟ أولم يكن حليف التنظيم السياسي لسنوات، دوغو برينجيك، يؤكد أن الكمالية والعلمانية البعثية تشتركان في الأسس ذاتها؟ فلماذا إذًا التجاهل المقصود لهذا المصدر الأيديولوجي؟
الكل يعلم أن PKK، حينما امتلك زمام الأمور في بعض المناطق، لم يكن أقل تشددًا من البعثيين أو الكماليين، فشنّ حربًا على القيم الدينية الكردية، وفرض علمانية متطرفة، وسعى إلى اجتثاث الإرث الديني للمجتمع، مروجًا لما أسماه "الاشتراكية العلمية"، عبر ممارسات أقرب إلى الفاشية منها إلى التحرر.
وفي الوقت الذي يُلمّح فيه أوجلان إلى العودة لقيم ما قبل 1924، نجد أن بعض قادة الحزب السياسي المرتبط بالتنظيم، قد صرحوا سابقًا بإمكانية التعاون مع الكماليين، فأي مرجعية يريدها هذا التنظيم؟ وأي تناقض هذا؟
أما فيما يخص الذرائع التي سُوّغ بها العمل المسلح، فقد جاء في البيان:
"تم إفراغ آلاف القرى وإحراقها، وهُجّر ملايين الأكراد من ديارهم، واعتُقل عشرات الآلاف وتعرضوا للتعذيب، وقُتل الآلاف بطرق غامضة."
نعم، لقد ارتكبت "الدولة العميقة" في تركيا الكثير من الانتهاكات، وبرر "النظام الرسمي" تلك الأفعال في مراحل معينة، فالرئيس الأسبق سليمان ديميريل، الذي تولى السلطة من 1991 إلى 2000، قالها صراحة: "الدولة قد تخرج عن الروتين عند الضرورة"، مبررًا بذلك تغوّل الدولة العميقة.
ولكن هل يمكن أن تُنسينا جرائم الدولة، ما فعله PKK نفسه بحق المدنيين الأبرياء؟
من قصف منازل المدنيين بالصواريخ والمتفجرات، إلى تفجير الأسواق والأماكن العامة، إلى اقتحام المساجد وقتل المصلين، وزرع الألغام على الطرق وتفجير المركبات، إلى اقتحام القرى وارتكاب مجازر بحق نساء وأطفال...
وماذا عن جرائم التنظيم الداخلية؟
ألم يعترف أوجلان نفسه في جلسة دفاعه عام 2004 بأنه أمر بتصفية 18 ألف عنصر من التنظيم؟
قال حينها ":لقد قاتلت PKK أكثر مما قاتلت الدولة، خضت معركة ضارية ضد التنظيم، قتلت من لا ينضبط أو لا يطيع، وبلغ عدد من قُتلوا بأمري 18 ألفًا."
وهذا الرقم يعود إلى ربع قرن مضى، ولا أحد يعرف الرقم الحقيقي اليوم.
لقد آن الأوان لـ PKK أن يُجري مراجعة جادة وشجاعة
لقد حقنتم عقول الشباب بفكر مادي متطرف، وسقتموهم إلى الموت والدمار.
واليوم، بعد كل هذا النزيف، وبعد سنوات من العنف والمآسي، تعلنون أنكم "دخلتم في تكرار وأن الوقت قد حان لترك السلاح والانتقال إلى النضال الديمقراطي".
فهل كان كل هذا الدم والخراب والعنف… لأجل هذه الخاتمة؟. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
دعا الأستاذ ذو الفقار في مقاله إلى إنهاء الصراع المسلح وبناء سلام عادل وشامل في تركيا، ينقل البلاد نحو الاستقرار ويصون كرامة جميع مكوناتها، وعلى رأسهم الأكراد.
يؤكد الأستاذ محمد علي كونول أن الاحتلال الإسرائيلي في غزة لن ينجح وأن المقاطعة والمقاومة الفلسطينية هما السبيل لتحقيق النصر رغم التحديات.
يكشف الأستداد محمد كوكطاش أن التحدي الحقيقي الذي تواجهه حماس ليس في قوة الاحتلال، بل في عداء أنظمة عربية وخليجية تخشى من نموذجها المقاوم وتهديده لعروشها.